خاص:الخرطوم الجديدة
ولد السلطان علي دينار بقرية الشاواية بالقرب من جبل مرة فى 24 اكتوبر
1875م وكتبت الاقدار كذلك أن يكون اخر سلاطيىن مملكة الفور التى امتد عمرها لما يزيد عن الخمسمائة عاما منذ ان تاسست على
يد السلطان الأكبر سليمان سولونق الذي
تقول بعض الروايات أنه يعود لأصول عربية والسلطان علي دينار هو السلطان علي دينار
بن زكريا بن السلطان محمد الفضل. وينحدر من اسرة الكيرا التى ظلت ترث حكم السلطنة
وتقيد بعض الدراسات بأن كيرا وهى الجدة الكبرى التى ينتسب لها هؤلاء السلاطين هو
تحريف لكلمة خيرا العربية التى تزوج منها احد الملوك الأوائل للسلطنة ثم اصبح المنحدرين
منها وأحفادها هم الورثة الشرعيين للعرش.
ولعل السلطان علي دينار كان
امتدادا لهذه السلسلة واصبح فيما بعد من المع الملوك على طول تاريخها وتميز بشدة
قبضته الحديدية وحكم بالشريعة كما وضع المراسيم التى نظمت الحواكير والاراضى لكل
قبيلة تتواجد داخل حدود السلطنة كما جعل من امراء وشراتى وعمد ونظار القبائل وكلاء
له بتفويضهم بعض السلطات مع الاحتفاظ لنفسه بالرأى الأخير وهو الوحيد الذى يملك
صلاحية الحكم بالاعداموالعفو عن الجناة.
هادن المهدية لكن لم يبايعها
تفتح
على الحياة السياسية وروح القيادة بعد معركة مناواشي التي هزم فيها الزبير رحمة
سلاطين الفور وقد شكلت شخصيته الباكرة في القيادة وبات معروفاً كرجل دولة من ذلك
التاريخ وتولي القيادة بالفعل بعد مقتل عمه السلطان ابو الخيرات ولم يتجاوز عمره
حين ذاك العشرين عاما.
وتقول بعض روايات التاريخ
موقفه من الثورة المهدية بدا بعد اللقاء الذى جمع بينه وبين مندوب الخليفة عبدالله
لدارفور وكان ذلك بمدينة القاشر فى 1887
ابدى خلاله عند اللقاء بالأمير محمود ودأحمد قبوله بالانخراط فى صفوف الثورة
المهدية وقام بمرافقة الامير محمود الى امدرمان
ليصبح ضمن ملازمى الخليفة . لكنه ظل يبطن هواجس استعادة مملكة القور الى ان
اتته الفرصة قبل ايام من وقوع احداث معركة كررى.يقول الباحث عبدالله ادم خاطر بأن
السلطان على دينار استفاد قبل يوم من انشغال الخليفة عبدالله بالتحضير للمعركة من
الانسحاب على رأس 24 من اتباعه لمكان شرق الخرطوم ومكث قرابة الشهر الى ان استطاع
تأسيس قوة معتبرة من المقاتلين وتحرك بهم نحو الفاشر الى ان وصلها بعد 3 أشهر
فأستسلمت له ايذانا باستعادة ملك الفور,
ابوذكريا أداب العاصى
هكذا كان يلقبه اتباعه وقد حكم
السلطان على دينار بالشريعة الاسلامية استناداً على الارث الديني لسلطنة الفور التي
بدأت حكمها الاسلامي منذ عهد سلطانها الاول أحمد المعقور سنه 1400م وظل على هذا
النهج وبقيام دولة المهدية راي السلطان علي دينار أن لايسير عكس التيار واثر
المهادنه واعلن ذلك عند لقائه لموفد الخليفة عبد الله محمود ود أحمد إلي دارفور
وبعد عامين التقي مع محمود ود أحمد بالابيض وترافقا معاً إلي أمدرمان وظل السلطان
على دينار ملتزماً بفكر دولة المهدية لكنه لم يقطع الصلة بامرائه في دارفور وقبل
يوم واحد من معركة كرري 2 سبتمبر 1898 استطاع الهروب مع عدد من اقربائه ومكثوا
ثلاثة اشهر في منطقة العيلفون شرق الخرطوم ثم توجهوا إلي دارفور وعندما وصلت قواته
مدينة الفاشر وجد عليها أبو كدوة اميرا عليها وبعد مفاوضات سريعة قبل ابو كدوة
التنازل فعينه علي دينار اميرا للحداحيد ويضيف عبد الله آدم خاطر بأنه مهما كانت
سوات السلطان فأن أفضل ما فيه هو بنائه لهياكل السلطنه وكسب احترام كل القبائل
التي كانت تعيش في دارفور.
كسوة الكعبة وقيادة المحمل
اكثر ما تميز به السلطان علي
دينار هو تسييره للمحمل السنوي لكسوة الكعبة المشفة واشتهر بحفر ابار علي التي
يحرم منها الآن الحجاج السوريين في الاراضي المقدسة كما يتبع له مبني الاوقاف الذي
تستخدمة القنصلية السودانية بجده واشتهر السلطان علي دينار سياسياً بوقوفه إلي
جانب الخلافة العثمانية في الحرب العالمية الاولي مما اثار غضب بريطانيا والتي
صنفته لاحقاً من اعدائها.
كيف حارب وكيف مات
ورغم ما قدم له رفض الرجل
المساومة خاصة وانه كان يرى ان الوقوف مع
خليقة المسلمين ضرورة دينية و بسبب هذا الموقف دخل مع بريطانيا في عدد من
المواجهات وبتاريخ 6/9/1916م خاض اخر معاركه مع الجنرال هدلستون ولقي حتفه شهيداً
ايذانا بانتهاء اخر عهود سلاطين الفور الكبار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق