بقلم بيتر كوينق
ترجمة: بانقا الياس
أجاز
البرلمان الفرنسي في اجتماعة بتاريخ 12 يناير بالإجماع وامتنع عضو واحد عن التصويت ميزانية
فرنسا للاستمرار في الحرب الدائمة
مع زيادة تورطها
في في الحرب الجديدة في العراق، وهي حرب تقودها
الولايات المتحدة وتدعمها
الدول التابعة لها مثل فرنسا،
وبريطانيا، وكندا،واستراليا.
وُنقلت في الحال حاملات الطائرات والجنود. ألا يبدو ذلك مناف للذوق وتفوح منه رائحة إعداد مسبق،كان فقط في انتظار حدث صادم للرأي العام مثل شارلي ابيدو وموافقة برلمانية سريعة تحت تأثيره.
وُنقلت في الحال حاملات الطائرات والجنود. ألا يبدو ذلك مناف للذوق وتفوح منه رائحة إعداد مسبق،كان فقط في انتظار حدث صادم للرأي العام مثل شارلي ابيدو وموافقة برلمانية سريعة تحت تأثيره.
ليعلن
وزير الداخلية الفرنسي عن
رغبتهم المقدمة لزيادة ميزانية الشرطة و
الدفاع بصورة ملموسة، عند مناقشته الميزانية في نهاية هذا العام لرصد مبالغا ضخمة لميزانيتي 2016 و2017 .
و يوافق في
ذات الوقت صانعو القوانين
الفرنسيون على نقل 10,000 جنديا
ليقومون بحماية الأهداف الضعيفة
في كل فرنسا،للرقابة، والتجسس
على المواطنين، بهدف
حمايتهم متخذين اسلوبا واشكالا جديدة، أكل هذا كردفعل
للهجوم على صحيفة شارلي ابيدو ومتجراللحم المملح الليهود؟ أم له ما وراءه؟.
لاشك
أن عقيدة الصدمة الآن في أفضل حالاتها. فالناس مازالو تحت صدمة الهجوم علي صحيفة شارلي ابيدو الساخرة المسيئة للمسلمين
والهجوم على متجراليهود للحم المملح. حيث
نزل مليون ونصف شخص الى الشوارع في أكبر
موكب حدث في باريس منذ تحريرها في
الحرب العالمية الثانية في عام1945 ،وذكرت بعض الصحف بأن أكثر من ستة ملايين خرجوا في
شوارع اوربا يحملون شعار "أنا
شارلي"- أهذا تضامن أم غباء؟ كما يصعب
أن نقول يشبه كثيرا الجهل العام الفاضح،الذي يقتل ديمقراطياتنا وقيمنا الانسانية،ويسمح أن يتولي زمام امرنا قادة
(مرضى) يثيرون الحروب ضد دول رفضت الخضوع لسيطرتهم. ويُخلّد هذ االجهل يوميا بواسطة إعلامنا
الرسمي ونبتلع ذلك من دون سؤال يوما بعد يوم كقهوة لإفطار.
نحن
اللاهون من دون فهم انتخبنا قادتنا في كل
اوربا من المحافظين الجدد ،الذين
صاروا العجينة الجديدة
لفطيرة واشنطن، ولم نفهم غايات دعم صندوق الهبات القومي للديمقراطية،والهبات الأخرى
التي قدمتها المخابرات
المركزية الامريكية بقيادة مايدعي
بمراكزالامستشارات، للتدخل في سياساتنا الداخلية، وهم يبذرون اخطارا ماكرة،
أو افعالا تزعزع الاستقرار. ولهذا لا يحب
حقيقة معظم الآوربييون القادة
الجدد،ولكنهم على كل حال على كراسي
الرئاسة – وقد صار هؤلاء الأضحوكات الذين
لا سلاسل فقرية لهم يسنون القوانين
الأوربية في بروكسل،وحتى الاتحاد الأوروبي نفسه تحت رحمتهم
صارمستعمرة بائسة لواشنطن.
وعليه،
عندما تكون الشعوب تحت أثر صدمة يهرب السياسيون من
المحاسبة على القتل وانتهاك حقوق الانسان،وكل مايفعلون بذريعة محاربة العدوالأبدي- جيوش المسلمين الأرهابية،
القاعدة، ودولة العراق والشام الاسلامية، وينتقلون
من مسمى إلى آخر في العقدين
الأخيرين.يساهمون بذلك في زيادة
أرباح صناعة الحرب في الدول الغربية المتحالفة مع
واشنطن.
وتحت
الصدمة والرعب يجيز السياسيون المزيد من
خطط العدوان هذا ما قدمه الاعلام التجاري لحرية تفكير شعوبنا وأعلان الديمقراطيات،ديمرقراطية حرية التعبير، وحرية الصحافة، وما شارلي ابيدو،التي تفوح رائحة
الفظائع التي ارتكبتها في شعاراتها الزائفة إلا عينة منها. كان هجوما باعترافية عالية مستخدما
احدث انواع الكلاشنكوف وطريقة هروب بمهارة
أكبر كثير من مقدرات
الأخوين كواشي ، و لا بد أن يكون
المنفذون قد تلقوا تدريبا في
معسكرات القاعدة وداعش اللتين صنعتهم واشنطن وارجوزاتها الأوروبيين بما
فيهم فرنسا، حسب الاعتراف الشخصي للرئيس
هولاند .
نعم،
تدعم فرنسا المعارضات المسلحة
في كل من سوريا
والعراق بذرا ئع مختلفة
لتدمير الدولتين بحجة تغيير النظام،فقط
من اجل أن تجني صناعة الحرب
المزيد من ا لأرباح تاركة خلفها
الملايين من القتلى
والجرحى من الأطفال والنساء
والكبار السن،ومعسكرات اللاحئين البائسة صحيا،والفارين
عبر الحدود بلا هدف ولايتناول الأعلام التجاري مآسيهم.
واصبح الأخوان
كواشي واحمد كولباي هم المتهمون
بتنفيذ الهجوم على شارلي ابيدو والمتجر اليهودي،الذين كل المعلومات عن سجلهم الجنائي محفوظة
لدي الشرطة الفرنسية،وربما تم
التعرف عليهم مسبقا من قبل
الهجوم المميت، الذي ادخل باريس
في نفق الرعب بهجومهم المتقن الخطة والتنفيذ وهم يرتدون ملابسا تجمل
اختام القوات الخاصة
الفرنسية، والمخابرات المركزية الامريكية والموساد، الثلاثة الذين لهم
المصلحة في صنع هذا الرعب.
ويذكرنا
هروب الأخوة كواشي تاركين
خلفهم هوياتهم ، بجواز أحد الأرهابيين
الذي عثر علية في انقاض برج التجارة
الدولي في 2011 ،فهل الناس
أغبياء لهذه الدرجة ليصدقوا
مهزلة كهذه؟ لقد قبض على الثلاثة
وقتلوا بواسطة الشرطة والموتى لا
يتكلمون..
ومن
المصادفة أن يتنحرمفوض الشرطة الفرنسية
هيرلك فردو، الرجل الثاني في شرطة فرنسا
الاقليمية، في ليلة الأربعاء وصبيحة الخميس بمركز الشرطة وهو
الذي شارك في التحقيق حول حادثة شارلي ابيدو
الارهابية. كما اورد مييشل شوسودفسكي مدير
مركز ابحاث العولمة.
و
أن يكون تبرير اسباب الانتحار الاكتئاب
الذي لازمه أثناء التحقيق في
أكبر تحقيق جنائي في التاريخ
الفرنسي وطبعا حادثة كهذه بالكاد يتناولها الاعلام الرسمي.
بينما
ترتفع الاعلام الزائفة على جدران دارطباعة شارلي ابيدو، التي يدور حولها جدل
كثيف،لاستلامها تهديدات كثيرة
لنشرها رسوما مستمرة تسئ لرسول المسلمين ولاسلام وتمارس العمل عادة تحت
حماية بوليسية مشددة . فلماذا وقفت أحدى عربات الشرطة في يوم
الهجوم على بعد نصف حارة عن دار
الطباعة؟.
وترجمت الشعارات
الزائفة في الحال الى رعب عام، وهي
حالة مناسبة جدا لحشد أي
قوات للشرطة والجيش، وسن قوانين
مراقبة تخنق حنجرة الشعب، الذي يريد
الجماية والأمان ويوافق ان تذهب
حكومته لمحاربة الارهاب
الاسلامي. ولنا أن
نتساءل هل خرجت أي جماهير كهذه
في الشوارع الأوروبية بشعارات تقول" أنا
..مفجوعة" من أجل ملايين
الضحايا من السوريين،والعراقيين، واللييبيين،واليمنيين،و الباكستانيين،والأفغان،والسودانيين،والصوماليين،الذين حصدتهم
طائرات اوباما وحلف الناتو التي بلا
طيار و لاتحصيها عقول الحضارة الأوربية المتبلدة.
و تغذي
الحرب والقتل آلة الدعاية الضخمة
التي يقودها ستة من الشواذ الصهيونيون-الانجلو- ساكسون، يسيطرون على
90% من اجهزة الاعلام الغربية، ولايخجلون من بث الكذبة تلو الأخرى فضائيا ،يلقنون الشعوب باعتقادات لا تنتمي للحقيقة بصلة –ولكنهم
يحولون شعوبنا الأوروبية إلى كائنات كسولة و قليلة الحظ.
فياترى كم سيكلف إيقاف هذه الحلقة
الشريرة وإيقاظ الضمير الأوروبي؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق