- 135 مليون دولار من قطر لترميم 100 موقع اثري بنهر النيل .
قضى عالم الآثار السويسري شارل بونيه
أكثر من أربعة عقود ينقب عن آثار الحضارة النوبية في شمال السودان، وقد نجح في
العثور على إثباتات واضحة تسمح بإقامة الدليل على أن هناك حضارة أصيلة في كرمة،
ورغم كل ذلك الوقت الذي أنفقه في التنقيب عن الآثار، وقد سبقه عشرات الباحثين، إلا
أنه ما يزال يقول "إنها حضارة أسطورية غير معروفة بما فيه الكفاية".
ويرى بونيه أن "مملكة كرمة (2500 - 1450 ق.م) عرفت كمملكة قوية كانت تخيف في
بعض الأحيان المصريين، ولئن كانت مكونة من سكان رعاة يملكون قطعاناً كبيرة من الماشية،
فإنهم كانوا أيضاً عبارة عن مقاتلين بواسل ورماة نبال مهمين، قام الفراعنة بتجنيدهم
ضمن جيوشهم في حروب المنطقة، كما استطاع ملوكها بسط نفوذهم على كامل منطقة النوبة
وعلى مناطق من مصر". ويزيد: "إنهم استطاعوا حتى الدفاع عن مصر ضد هجمات الآشوريين".
ما توصل إليه بونيه وفريقه كان يتم في ظروف صعبة للغاية، ففي العام 1965 لم يكن الطريق الرابط بين الخرطوم ودنقلا البالغ طوله أكثر من 550 كيلومتراً معبداً، ولم يتم ذلك إلا نهاية العام 2007، ويتذكر بونيه أنه قطع المسافة بين الخرطوم وتابو بالقرب من كرمة، وكان مرهقاً بسبب صعوبة التنقل عبر طرق رملية وعرة يتطلب قطعها عدة أيام، وفي بعض الأحيان أسابيع، لكن ورغم مشاكل التأقلم مع الظروف المناخية، استطاع شارل بونيه وفريقه التعمق في معرفة الماضي التاريخي للسودان، لذلك فإن التوقعات تشير إلى نتائج فارقة في مجال الآثار السودانية بعد حصولها على 135 مليون دولار من قطر كأكبر منحة في تاريخها.
جهود مشتركة
في نهاية أبريل كشف وزير السياحة والآثار السوداني محمد عبد الكريم الهد عن حجم التمويل في المشروع القطري السوداني لترميم (100) موقع أثري بالولاية الشمالية ونهر النيل، بمبلغ قدره 135 مليون دولار.
وأوضح الهد في مؤتمر صحفي أن قطر ستتبنى ترميم الآثار بتقديم الاستشارات العلمية للمركز القومي للآثار، وتأهيل المتحف السوداني القومي، وإعادة ترميم التحف فيه للحفاظ على مقتنيات البلاد الثمينة من الاندثار، بالإضافة إلى تأسيس وإنشاء أكبر مجمعين في ولاية نهر النيل، بأحدث البنى التحتية للأعمال الاستكشافية والأثرية، بغرض الترميم والسياحة والعمل على تأهيل الكوادر السودانية والقطرية، مما يعكس أهمية التعاون المشترك.
وأعلن الهد عن إجازة ميزانية هذا العام التي قدرت بـ(42) مليون دولار من الميزانية التنفيذية لمنطقة البجراوية، وبعدها جبل البركل، في إطار المشروع المشترك بين الدولتين.
في ذات السياق يقول المدير العام للهيئة القومية للآثار والمتاحف السودانية، د. عبد الرحمن علي، إن هناك تعاوناً بين السودان وقطر لتنمية آثار النوبة بتكلفة تبلغ 135 مليون دولار، ولمدة خمسة أعوام، ويهدف إلى التنقيب عن الآثار واكتشاف ما هو مخبأ لفائدة الحضارة السودانية والعالمية. وأضاف أن المشروع "السوداني القطري" لتنمية الآثار يجسد العلاقات المتميزة بين الشعبين السوداني والقطري، ويعكس الدور الكبير الذي تضطلع به قطر في مجال حماية وتعزيز التراث العالمي والإنساني، ودعم المبادرات في مجال حماية وتعزيز التراث الثقافي للشعوب. وزاد أن هذا المشروع يعد عملاً إستراتيجياً للآثار السودانية، وله مردود ثقافي واجتماعي واقتصادي كبير، لافتاً إلى أنه يعتبر إحدى أذرع الهيئة القومية للآثار والمتاحف، التي تساعد بصورة فعالة في تنفيذ خطط وبرامج الهيئة.
ويتفق مع ما سبق المدير العام للمركز السوداني للإعلام السياحي، محمد عبد القادر، ويرى أن الدعم القطري يمثل أكبر تمويل في تاريخ الآثار السودانية، وهو ما سيمنحها دفعة قوية ويسهم في المحافظة على القيمة التاريخية لها،
عبر الترميم والتأهيل ودعم البحوث والنشاط الأثري.
تفاصيل المشروع
سعى الجانب القطري للتبشير بأهمية المشروع عبر مختلف السبل، وكان آخرها لقاءات مع الجالية السودانية بالدوحة شرح فيها المسؤولون القطريون أهمية المشروع وخطواته. ووصف المدير التنفيذي للمشروع القطري- السوداني للآثار المهندس عبد الله النجار المشروع بالرائد والإستراتيجي، والذي انطلق 2013 بتوافق بين قيادة البلدين الشقيقين، ولمدة خمس سنوات، تحت رعاية الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيسة مجلس أمناء هيئة متاحف قطر، وأضاف في لقاء بالجالية السودانية إن المشروع يدار بوساطة لجنة مشتركة برئاسة الشيخ حسن بن محمد بن علي آل ثاني، نائب مجلس أمناء هيئة متاحف قطر، ويرأس الجانب السوداني د.مصطفى عثمان إسماعيل وزير الاستثمار، ويتم تنفيذه بتمويل قطري يبلغ 135 مليون دولار.
وأوضح النجار أنه تم تسجيل المشروع في السودان تحت مسمى "منظمة تنمية آثار النوبة: قطر- السودان"، ويعدد مراحله ويقول: "أولاً: سيتم تمويل 28 بعثة أثرية ترتفع إلى 39 بعثة أثرية بحلول الموسم الأثري الثاني في سبتمبر
2014، وتشمل أعمالها المسح والتنقيب والترميم والصيانة والحماية وتزويد المواقع بالخدمات الأساسية، وتقوم بعثة واحدة برسم خرائط مساحية تفصيلية للمواقع الأثرية في السودان، وهي خطوة علمية مهمة في طريق إدارة المواقع
الأثرية في السودان، فيما يقوم فريق عمل بدراسة الكتابات والنصوص المروية القديمة، التي لم تفك شيفرتها حتى الآن". ويضيف: "ثانياً: سيتم تأهيل متحف السودان القومي، وبناء متحف جديد في موقع النقعة، وتم الانتهاء من أعمال
التصميم ورصد الموازنة، وثالثاً ستقوم بعثة قطرية بترميم وتأهيل أهرامات البجراوية، وجبل البركل، ونوري، والكرو، والتحقق من وجود مقابر غير مكتشفة في المواقع الأربعة، ومكافحة زحف الرمال وعوامل التعرية في موقع
أهرامات البجراوية، والبداية بترميم 35 هرماً في البجراوية ثم الانتقال إلى بقية المناطق، ورابعاً: بناء معسكرين بموقعي جبل البركل والبجراوية لإيواء البعثات العاملة في المشروع".
وأكد النجار أن المشروع مبادرة قطرية لتقديم دعم مادي ولوجستي، لتطوير الآثار في ولايتي نهر النيل والشمالية، وسيعود الإرث الحضاري لأهل الولايتين بصفة خاصة والسودان بصفة عامة، وقال: "عندما ينتهي المشروع
نتركه كإرث للسودان وشعبه للاستفادة منه في تطوير السياحة، كما يهدف المشروع إلى إعداد جيل أثري وتقديم برامج تدريبية وعلمية في مجال الآثار"، موضحاً أن المواقع الأثرية في الولايتين ضمن التراث العالمي.
وحث النجار كافة الجهات والمؤسسات التي تهتم بمجال الآثار على الانضمام إلى المشروع للنهوض بالمناطق الأثرية في السودان كافة والعمل على ترويج وعرض الآثار السودانية وعكس حضارتها بالخارج.
في ذات السياق تقول الكاتبة الصحفية عواطف عبد اللطيف إن الدعم القطري سيحدث تطوراً هائلاً لآثار النوبة التي ظلت مغمورة، كما سينشط القطاع السياحي السوداني الواعد بالنمو في إطار جهود الحكومة لتنويع مصادر الدخل وتفعيل الاستثمارات، وتشير عواطف إلى أن بداية التعاون المشترك كان منذ زيارة وفد قطري بقيادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني رئيسة مجلس أمناء هيئة متاحف قطر إلى السودان في فبراير العام 2011، وشملت الزيارة عدة مناطق أثرية من بينها النقعة والمصورات ومواقع المدافن والمعابد الملكية في البجراوية، وتضيف عواطف أن هذا التعاون القوي يسير في إطار الشراكة الاقتصادية والاستثمارية بين قطر والسودان، حيث تضم منطقة النوبة التي شهدت حضارة ثرية آثاراً ضخمة وهي معرضة لتغييرات مناخية ومهددة بالاندثار ومن شأن هذه الجهود إحياء تراث غني يقدم للعالم حضارة غنية يشار إليها بالبنان وتحلق بآفاق الاستثمار السياحي إلى مراتب متقدمة.
بيع آثار
وقد أثارت المنحة القطرية مخاوف البعض واعتبروها بمثابة شراء لحضارة السودان لتزيين جيد الدوحة خلال استضافتها لكأس العالم. غير أن مدير المشروعات في مشروع تنمية آثار النوبة (قطر - السودان) د.عكاشة الدالي قال إن الذين يروجون لبيع السودان آثاره لقطر هم مجرد أعداء للتقارب العربي العربي، واصفاً ما تناولته الوسائط الإعلامية مؤخراً بأنه حديث غير موضوعي ولا يمت للواقع بصلة. وأضاف عكاشة أن المشروع السوداني القطري لتنمية آثار النوبة يهدف إلى إظهار حضارة السودان تحت الأرض من خلال الاكتشافات ودعم دور البعثات بمختلف أشكالها المهنية سيما وأن الآثار السودانية ظلت مهملة لفترة طويلة وآن الأوان لاكتشافها وإظهارها للعالم. ومضى قائلاً: "إن المبلغ الذي قدمته دولة قطر هو لخدمة الإنسانية وليس لفرد خاصة وأن الحضارة السودانية تمثل حضارة أمة عريقة في التاريخ، وأن هناك عدداً من الشركات والبعثات التي تعمل في اكتشاف آثار السودان من إيطاليا وألمانيا وأمريكا ودول أخرى".
ما توصل إليه بونيه وفريقه كان يتم في ظروف صعبة للغاية، ففي العام 1965 لم يكن الطريق الرابط بين الخرطوم ودنقلا البالغ طوله أكثر من 550 كيلومتراً معبداً، ولم يتم ذلك إلا نهاية العام 2007، ويتذكر بونيه أنه قطع المسافة بين الخرطوم وتابو بالقرب من كرمة، وكان مرهقاً بسبب صعوبة التنقل عبر طرق رملية وعرة يتطلب قطعها عدة أيام، وفي بعض الأحيان أسابيع، لكن ورغم مشاكل التأقلم مع الظروف المناخية، استطاع شارل بونيه وفريقه التعمق في معرفة الماضي التاريخي للسودان، لذلك فإن التوقعات تشير إلى نتائج فارقة في مجال الآثار السودانية بعد حصولها على 135 مليون دولار من قطر كأكبر منحة في تاريخها.
جهود مشتركة
في نهاية أبريل كشف وزير السياحة والآثار السوداني محمد عبد الكريم الهد عن حجم التمويل في المشروع القطري السوداني لترميم (100) موقع أثري بالولاية الشمالية ونهر النيل، بمبلغ قدره 135 مليون دولار.
وأوضح الهد في مؤتمر صحفي أن قطر ستتبنى ترميم الآثار بتقديم الاستشارات العلمية للمركز القومي للآثار، وتأهيل المتحف السوداني القومي، وإعادة ترميم التحف فيه للحفاظ على مقتنيات البلاد الثمينة من الاندثار، بالإضافة إلى تأسيس وإنشاء أكبر مجمعين في ولاية نهر النيل، بأحدث البنى التحتية للأعمال الاستكشافية والأثرية، بغرض الترميم والسياحة والعمل على تأهيل الكوادر السودانية والقطرية، مما يعكس أهمية التعاون المشترك.
وأعلن الهد عن إجازة ميزانية هذا العام التي قدرت بـ(42) مليون دولار من الميزانية التنفيذية لمنطقة البجراوية، وبعدها جبل البركل، في إطار المشروع المشترك بين الدولتين.
في ذات السياق يقول المدير العام للهيئة القومية للآثار والمتاحف السودانية، د. عبد الرحمن علي، إن هناك تعاوناً بين السودان وقطر لتنمية آثار النوبة بتكلفة تبلغ 135 مليون دولار، ولمدة خمسة أعوام، ويهدف إلى التنقيب عن الآثار واكتشاف ما هو مخبأ لفائدة الحضارة السودانية والعالمية. وأضاف أن المشروع "السوداني القطري" لتنمية الآثار يجسد العلاقات المتميزة بين الشعبين السوداني والقطري، ويعكس الدور الكبير الذي تضطلع به قطر في مجال حماية وتعزيز التراث العالمي والإنساني، ودعم المبادرات في مجال حماية وتعزيز التراث الثقافي للشعوب. وزاد أن هذا المشروع يعد عملاً إستراتيجياً للآثار السودانية، وله مردود ثقافي واجتماعي واقتصادي كبير، لافتاً إلى أنه يعتبر إحدى أذرع الهيئة القومية للآثار والمتاحف، التي تساعد بصورة فعالة في تنفيذ خطط وبرامج الهيئة.
ويتفق مع ما سبق المدير العام للمركز السوداني للإعلام السياحي، محمد عبد القادر، ويرى أن الدعم القطري يمثل أكبر تمويل في تاريخ الآثار السودانية، وهو ما سيمنحها دفعة قوية ويسهم في المحافظة على القيمة التاريخية لها،
عبر الترميم والتأهيل ودعم البحوث والنشاط الأثري.
تفاصيل المشروع
سعى الجانب القطري للتبشير بأهمية المشروع عبر مختلف السبل، وكان آخرها لقاءات مع الجالية السودانية بالدوحة شرح فيها المسؤولون القطريون أهمية المشروع وخطواته. ووصف المدير التنفيذي للمشروع القطري- السوداني للآثار المهندس عبد الله النجار المشروع بالرائد والإستراتيجي، والذي انطلق 2013 بتوافق بين قيادة البلدين الشقيقين، ولمدة خمس سنوات، تحت رعاية الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيسة مجلس أمناء هيئة متاحف قطر، وأضاف في لقاء بالجالية السودانية إن المشروع يدار بوساطة لجنة مشتركة برئاسة الشيخ حسن بن محمد بن علي آل ثاني، نائب مجلس أمناء هيئة متاحف قطر، ويرأس الجانب السوداني د.مصطفى عثمان إسماعيل وزير الاستثمار، ويتم تنفيذه بتمويل قطري يبلغ 135 مليون دولار.
وأوضح النجار أنه تم تسجيل المشروع في السودان تحت مسمى "منظمة تنمية آثار النوبة: قطر- السودان"، ويعدد مراحله ويقول: "أولاً: سيتم تمويل 28 بعثة أثرية ترتفع إلى 39 بعثة أثرية بحلول الموسم الأثري الثاني في سبتمبر
2014، وتشمل أعمالها المسح والتنقيب والترميم والصيانة والحماية وتزويد المواقع بالخدمات الأساسية، وتقوم بعثة واحدة برسم خرائط مساحية تفصيلية للمواقع الأثرية في السودان، وهي خطوة علمية مهمة في طريق إدارة المواقع
الأثرية في السودان، فيما يقوم فريق عمل بدراسة الكتابات والنصوص المروية القديمة، التي لم تفك شيفرتها حتى الآن". ويضيف: "ثانياً: سيتم تأهيل متحف السودان القومي، وبناء متحف جديد في موقع النقعة، وتم الانتهاء من أعمال
التصميم ورصد الموازنة، وثالثاً ستقوم بعثة قطرية بترميم وتأهيل أهرامات البجراوية، وجبل البركل، ونوري، والكرو، والتحقق من وجود مقابر غير مكتشفة في المواقع الأربعة، ومكافحة زحف الرمال وعوامل التعرية في موقع
أهرامات البجراوية، والبداية بترميم 35 هرماً في البجراوية ثم الانتقال إلى بقية المناطق، ورابعاً: بناء معسكرين بموقعي جبل البركل والبجراوية لإيواء البعثات العاملة في المشروع".
وأكد النجار أن المشروع مبادرة قطرية لتقديم دعم مادي ولوجستي، لتطوير الآثار في ولايتي نهر النيل والشمالية، وسيعود الإرث الحضاري لأهل الولايتين بصفة خاصة والسودان بصفة عامة، وقال: "عندما ينتهي المشروع
نتركه كإرث للسودان وشعبه للاستفادة منه في تطوير السياحة، كما يهدف المشروع إلى إعداد جيل أثري وتقديم برامج تدريبية وعلمية في مجال الآثار"، موضحاً أن المواقع الأثرية في الولايتين ضمن التراث العالمي.
وحث النجار كافة الجهات والمؤسسات التي تهتم بمجال الآثار على الانضمام إلى المشروع للنهوض بالمناطق الأثرية في السودان كافة والعمل على ترويج وعرض الآثار السودانية وعكس حضارتها بالخارج.
في ذات السياق تقول الكاتبة الصحفية عواطف عبد اللطيف إن الدعم القطري سيحدث تطوراً هائلاً لآثار النوبة التي ظلت مغمورة، كما سينشط القطاع السياحي السوداني الواعد بالنمو في إطار جهود الحكومة لتنويع مصادر الدخل وتفعيل الاستثمارات، وتشير عواطف إلى أن بداية التعاون المشترك كان منذ زيارة وفد قطري بقيادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني رئيسة مجلس أمناء هيئة متاحف قطر إلى السودان في فبراير العام 2011، وشملت الزيارة عدة مناطق أثرية من بينها النقعة والمصورات ومواقع المدافن والمعابد الملكية في البجراوية، وتضيف عواطف أن هذا التعاون القوي يسير في إطار الشراكة الاقتصادية والاستثمارية بين قطر والسودان، حيث تضم منطقة النوبة التي شهدت حضارة ثرية آثاراً ضخمة وهي معرضة لتغييرات مناخية ومهددة بالاندثار ومن شأن هذه الجهود إحياء تراث غني يقدم للعالم حضارة غنية يشار إليها بالبنان وتحلق بآفاق الاستثمار السياحي إلى مراتب متقدمة.
بيع آثار
وقد أثارت المنحة القطرية مخاوف البعض واعتبروها بمثابة شراء لحضارة السودان لتزيين جيد الدوحة خلال استضافتها لكأس العالم. غير أن مدير المشروعات في مشروع تنمية آثار النوبة (قطر - السودان) د.عكاشة الدالي قال إن الذين يروجون لبيع السودان آثاره لقطر هم مجرد أعداء للتقارب العربي العربي، واصفاً ما تناولته الوسائط الإعلامية مؤخراً بأنه حديث غير موضوعي ولا يمت للواقع بصلة. وأضاف عكاشة أن المشروع السوداني القطري لتنمية آثار النوبة يهدف إلى إظهار حضارة السودان تحت الأرض من خلال الاكتشافات ودعم دور البعثات بمختلف أشكالها المهنية سيما وأن الآثار السودانية ظلت مهملة لفترة طويلة وآن الأوان لاكتشافها وإظهارها للعالم. ومضى قائلاً: "إن المبلغ الذي قدمته دولة قطر هو لخدمة الإنسانية وليس لفرد خاصة وأن الحضارة السودانية تمثل حضارة أمة عريقة في التاريخ، وأن هناك عدداً من الشركات والبعثات التي تعمل في اكتشاف آثار السودان من إيطاليا وألمانيا وأمريكا ودول أخرى".
مخاوف
مصرية
أثارت المنحة القطرية مخاوف مصرية تتعلق بضرب السياحة المصرية عبر ما وصف بالمؤامرة، وأتت هذه المخاوف في ظل تقاطعات سياسية لا تخفى على أحد. واعتبر العالم المصري في مجال المصريات أحمد صالح، تقديم قطر عرضاً للسودان بإدارة آثاره، محاولة لضرب السياحة المصرية بإعداد بديل في السودان عن المواقع الأثرية التي تتميز بها مصر وتجذب إليها السائح الأجنبي. وحذر صالح من خطورة استخدام قطر الآثار السودانية ترويجياً،
أثارت المنحة القطرية مخاوف مصرية تتعلق بضرب السياحة المصرية عبر ما وصف بالمؤامرة، وأتت هذه المخاوف في ظل تقاطعات سياسية لا تخفى على أحد. واعتبر العالم المصري في مجال المصريات أحمد صالح، تقديم قطر عرضاً للسودان بإدارة آثاره، محاولة لضرب السياحة المصرية بإعداد بديل في السودان عن المواقع الأثرية التي تتميز بها مصر وتجذب إليها السائح الأجنبي. وحذر صالح من خطورة استخدام قطر الآثار السودانية ترويجياً،
بعدحصولها على حق إدارتها، لتكون بديلاً
للسائح الأجنبي عن الآثار المصرية، لاسيما وأن السمات التاريخية لتلك الآثار لا
تختلف كثيراً عما هو موجود في مصر.
وأكد صالح أنه عندما فشلت قطر في إدارة الآثار المصرية، عبر عرض سابق، أعدت العدة لتوجيه ضربة للسياحة والآثار المصرية، وتدور هذه الضربة بحسب صالح في سحب السياحة من مصر لصالح السودان. وأضاف: "من المعروف أن الولاية الشمالية، أكثر الولايات السودانية التي تضم آثاراً منوعة من كل تاريخ السودان والنوبة، وتوجد على ضفتي نهر النيل من وادي حلفا في الشمال إلى دنقلا بخط طوله 700 كم". وزاد أن السائح عندما يذهب إلى السودان، سيرى الكتابات الهيروغليفية على جدران المعابد والمقابر السودانية، وآثار ملوك مصريين مثل الملك تحتمس الثالث وأمنحوتب الثالث وزوجته تي وتوت عنخ آمون ورمسيس الثاني. كما أن هناك موقعاً يشبه تماماً معبد الكرنك وقد يفوقه بما فيه من آثار وهو منطقة جبل البركل الذي يقع في مدينة كريمة على الضفة الغربية بالولاية الشمالية التي تضم معابد شيدت على مدى تاريخي طويل بدءاً من عصر تحتمس الثالث وحتى ملوك مملكة مروي التي انتهت في القرن الثالث الميلادي، وقد ضمت اليونسكو هذا الموقع إلى مواقع التراث العالمي في العام 2003.
ويختم صالح حديثه ويشير إلى أن قطر قد تجر السياحة العربية إلى دنقلا لوجود أول مسجد إسلامي شيِّد هناك مكان الكنيسة الملكية، كما أن دنقلا تمثل موقعاً تاريخياً للمعارك التي عرفت باسم دنقلا الأولى والثانية، التي حارب فيها النُّوبيون وعرفوا فيها بدقة إصابتهم بالسهام لإنسان العين ولذا عرفوا باسم "رماة الحدق" وراح فيها عدد كبير من الصحابة.
في المقابل يرى المدير العام للمركز السوداني للإعلام السياحي محمد عبد القادر أنه من الضرورة بمكان استدعاء طقوس العلاقة الدافئة بين الخرطوم والدوحة عندما سماع مثل هذه التصريحات التي تسعى للتشويش على الدعم القطري المقدر، ويضيف عبد القادر أن التقاطعات السياسية حاضرة في التصريحات المصرية ولكنها في الواقع لا تستند على أي حيثيات موضوعية.
ويدعو عبد القادر الجانب المصري إلى دعم الإرث التاريخي للحضارة السودانية والإرث المشترك في حضارة البلدين، ويشير إلى أن حديثاً سابقاً له مع وزير السياحة المصري أكد فيه الأخير على الاهتمام المصري بالعلاقات
السياحية مع السودان بما في ذلك تحريك العديد من بروتوكولات التعاون المشترك خلال الفترة القادمة.
جهود مثمرة
وستشهد المرحلة المقبلة من المشروع السوداني القطري انطلاق الموسم الأثري الثاني في سبتمبر القادم، وسيتم تدشين الموقع الإلكتروني للمشروع، فضلاً عن جهود مثمرة للحصول على أرشيف من المعهد الألماني للآثار يحوي كل ما يختص بهذه الآثار للمهندس الألماني الراحل هينكل الذي قضى أغلب عمره في السودان خلال الفترة (1960- 2004)، والاتفاق مع مؤسسات علمية مرموقة، وقنوات إعلامية مثل National Geographic ومصورين عالميين مثل المصور البريطاني بيتر ساندرز للتوثيق لهذا المشروع، علاوة على المشاركة خلال مايو المقبل في المؤتمر السنوي للمتحف البريطاني بلندن حيث تعرض البعثات العلمية أحدث نتائج عملها في السودان، وأوضح أن إعلان الاكتشافات الجديدة مهمة البعثات العاملة.
وأكد صالح أنه عندما فشلت قطر في إدارة الآثار المصرية، عبر عرض سابق، أعدت العدة لتوجيه ضربة للسياحة والآثار المصرية، وتدور هذه الضربة بحسب صالح في سحب السياحة من مصر لصالح السودان. وأضاف: "من المعروف أن الولاية الشمالية، أكثر الولايات السودانية التي تضم آثاراً منوعة من كل تاريخ السودان والنوبة، وتوجد على ضفتي نهر النيل من وادي حلفا في الشمال إلى دنقلا بخط طوله 700 كم". وزاد أن السائح عندما يذهب إلى السودان، سيرى الكتابات الهيروغليفية على جدران المعابد والمقابر السودانية، وآثار ملوك مصريين مثل الملك تحتمس الثالث وأمنحوتب الثالث وزوجته تي وتوت عنخ آمون ورمسيس الثاني. كما أن هناك موقعاً يشبه تماماً معبد الكرنك وقد يفوقه بما فيه من آثار وهو منطقة جبل البركل الذي يقع في مدينة كريمة على الضفة الغربية بالولاية الشمالية التي تضم معابد شيدت على مدى تاريخي طويل بدءاً من عصر تحتمس الثالث وحتى ملوك مملكة مروي التي انتهت في القرن الثالث الميلادي، وقد ضمت اليونسكو هذا الموقع إلى مواقع التراث العالمي في العام 2003.
ويختم صالح حديثه ويشير إلى أن قطر قد تجر السياحة العربية إلى دنقلا لوجود أول مسجد إسلامي شيِّد هناك مكان الكنيسة الملكية، كما أن دنقلا تمثل موقعاً تاريخياً للمعارك التي عرفت باسم دنقلا الأولى والثانية، التي حارب فيها النُّوبيون وعرفوا فيها بدقة إصابتهم بالسهام لإنسان العين ولذا عرفوا باسم "رماة الحدق" وراح فيها عدد كبير من الصحابة.
في المقابل يرى المدير العام للمركز السوداني للإعلام السياحي محمد عبد القادر أنه من الضرورة بمكان استدعاء طقوس العلاقة الدافئة بين الخرطوم والدوحة عندما سماع مثل هذه التصريحات التي تسعى للتشويش على الدعم القطري المقدر، ويضيف عبد القادر أن التقاطعات السياسية حاضرة في التصريحات المصرية ولكنها في الواقع لا تستند على أي حيثيات موضوعية.
ويدعو عبد القادر الجانب المصري إلى دعم الإرث التاريخي للحضارة السودانية والإرث المشترك في حضارة البلدين، ويشير إلى أن حديثاً سابقاً له مع وزير السياحة المصري أكد فيه الأخير على الاهتمام المصري بالعلاقات
السياحية مع السودان بما في ذلك تحريك العديد من بروتوكولات التعاون المشترك خلال الفترة القادمة.
جهود مثمرة
وستشهد المرحلة المقبلة من المشروع السوداني القطري انطلاق الموسم الأثري الثاني في سبتمبر القادم، وسيتم تدشين الموقع الإلكتروني للمشروع، فضلاً عن جهود مثمرة للحصول على أرشيف من المعهد الألماني للآثار يحوي كل ما يختص بهذه الآثار للمهندس الألماني الراحل هينكل الذي قضى أغلب عمره في السودان خلال الفترة (1960- 2004)، والاتفاق مع مؤسسات علمية مرموقة، وقنوات إعلامية مثل National Geographic ومصورين عالميين مثل المصور البريطاني بيتر ساندرز للتوثيق لهذا المشروع، علاوة على المشاركة خلال مايو المقبل في المؤتمر السنوي للمتحف البريطاني بلندن حيث تعرض البعثات العلمية أحدث نتائج عملها في السودان، وأوضح أن إعلان الاكتشافات الجديدة مهمة البعثات العاملة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق