كتبت كثيراً من القصص لكنها لم تكن رواية حتى عثرت على الطيب صالح
في ورقة ألقاها الناقد الدكتور سلطان
القحطاني، في نادي الشرقية الأدبي بعنوان: «تجربة في الكتابة.. رواية (سوق
الحميدية) نموذجاً» ونشرتها صحيفة الشرق الأوسط، يقول: "كانت العقبة التي تقف
في طريقي كل يوم، كتابة الرواية، ولقد كتبت كثيراً من القصص، لكنها لم تكن رواية،
كان هناك شيء ضائع وحلقة مفقودة من هذه الحلقات، لكني لم أعرف ما هي، حتى عثرت على
الطيب صالح، وقرأت كل أعماله، فلم يرق لي منها إلا «موسم الهجرة إلى الشمال»،
ومنها وجدت ضالتي قبل أن أتخصص في الرواية كأول سعودي
يقوم ببحث الدكتوراه في هذا الفن المنسي، إنها روح الرواية ونيشانها، ومن دونها لا يسمى العمل رواية، إنها «العقدة»، وكتبت أول رواية رومانسية «زائر المساء» (1977)، وأبقيتها ثلاث سنوات قبل نشرها، في كل مرة أقرأها فأعدل فيها، وكتبت في هذه الأثناء رواية بعنوان «طائر بلا جناح» (1979)، استقيت مادتها من غربة الإنسان العربي وتطوافه في الأرض، وفيها شيء من التأثر بالطيب صالح، وحازت إعجاب النقاد والدارسين، وصدرت بعد «زائر المساء» بعدة أشهر 1981 عن «دار الفكر العربي» في القاهرة، وكانت مغامرة أولية في كتابة الرواية، فقد تعلمت الأسلوب الروائي".
يقوم ببحث الدكتوراه في هذا الفن المنسي، إنها روح الرواية ونيشانها، ومن دونها لا يسمى العمل رواية، إنها «العقدة»، وكتبت أول رواية رومانسية «زائر المساء» (1977)، وأبقيتها ثلاث سنوات قبل نشرها، في كل مرة أقرأها فأعدل فيها، وكتبت في هذه الأثناء رواية بعنوان «طائر بلا جناح» (1979)، استقيت مادتها من غربة الإنسان العربي وتطوافه في الأرض، وفيها شيء من التأثر بالطيب صالح، وحازت إعجاب النقاد والدارسين، وصدرت بعد «زائر المساء» بعدة أشهر 1981 عن «دار الفكر العربي» في القاهرة، وكانت مغامرة أولية في كتابة الرواية، فقد تعلمت الأسلوب الروائي".
حوار : رانيا بخاري
بدأ كتابة الرواية في العام 1980 بنص
"زائر المساء"، ثم "خطوات على جبال اليمن"، وصولاً إلى "سوق
الحميدية" التي دارت فكرتها في ذهنه لمدة تزيد على الثلاث سنوات واستلهم
فكرته عندما مر ذات يوم على سوق القيصرية في مدينة الإحساء مسقط رأسه ووجدها تغيرت
بفعل الإهمال.
ويرى القحطاني أن عهد الرواية لم
ينته، وأنها لا تزال في قمتها، إلا أن ذلك لا ينفي وجود الغث والسمين، وفي النهاية
يبقى العمل الجيد.
الدكتور سعد القحطاني الذي يعرفه
كثيرون كقاص وأستاذ للدراسات العليا ومستشار إعلامي ومعد ومقدم، وبجانب ذلك هو أحد
المشاركين في الدورة الفائتة لجائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي. (الخرطوم
الجديدة) التقته وتالياً التفاصيل.
- هل يستطيع
الكاتب أن يبقى متجرداً من الخاص عند ممارسة الكتابة أم أنه يتجاوز حدود ذاته
ليعبر عن صوت شعبه؟
هو جزء من المجتمع أو الشعب، والخاص
نوعان؛ الأول خاص بالإنسان أي ما يتعلق بأمواله وعمله ودواخله، والثاني خاص
بالمجتمع يسمو إلى العام ليعبر عن مشاكل وطموحات مجتمعه، الآن تلك الأشياء قواسم
مشتركة بينه وبين أفراد مجتمعه.
-إلى أي مدى عبر الإبداع
عن ثنايا مجتمعك أوجاعاً وآمالاً؟
الإبداع هو نتاج لما يدور ويختمر في
ذات المبدع من آمال وأوجاع محيطه، فالمبدع يشخص الحالة الراهنة، يستقرئ المستقبل
ولكنه لا يملك الحل، لذلك يقتصر دوره على ما تقدم وعلى المجتمع ممثلاً في سلطته
التنفيذية تقديم الحلول.
-عندما يكتب الأديب هل
يتوجه لشخص بعينه؟
إن الفن هو مرآة الشعوب بما يقدمه من
توعيه وتعليم وتثقيف لكل طبقات المجتمع بكل تجلياته والكاتب الذي يتوجه لشخص بعينه
هذا ليس أديباً لأن الأدب هدفه الإنسان لذا رسالة الأدب عامة وعلى الكاتب إذا أراد
أن يكتب عن نفسه أن يعمد أو يلجأ إلى الرمز فهو يختلف عن كاتب المقال في أن النص
يعالج أو يطرح مشكلة ما أما الآخر فيترك حق التفسير للمتلقي.
-أنت مع أم ضد ظاهرة
النشر على نفقة الكاتب خارج القطر؟
من المسؤول عن هذه الإشكالية؟ وزارة الثقافة
أم الجامعات؟ أرى أن المسؤولية تقع عليها لأنها لا تلتفت إلى الشباب لذلك يسعون
عبر منافذ أخرى لنشر إنتاجهم ولكنهم يقابلون بالرفض من قبل دور النشر بحجة أنهم أسماء
غير معروفة فالناشر يبحث عن الربح وليس المضمون، لذلك يتخطى الكتاب الجدد جغرافيا أقطارهم
سعياً لطباعة أعمالهم على نفقتهم الخاصة وبالفعل يتم ذلك بغض النظر عن المضمون، هل
يرقى إلى النشر أم لا، والكثير منهم لا يرقى، لذلك يعمل الناشر بكل الطرق لترويج
المنتج، وذلك من خلال الغلاف الملون بالإضافة إلى بعض الاستعراضات لغرض التسويق، أنقذوا
هؤلاء الشباب من المرتزقة.
- من
الذي يعطي الرواية جنسيتها، الكاتب أم اللغة؟
اللغة هي التي تعطي أي عمل قيمته قبل
كل شيء، فاللغة هي وسيلة لتوصيل وطرح كل نتاج، سواء أكان أدبياً أم غير ذلك، هناك
كتاب كتبوا بغير العربية ولكن كان المضمون عربياً من حيث العادات والتقاليد
وجغرافيا المكان، توجد كتابات ممتازة من ذلك النوع من الأدب، ممتازة البناء وذات
لغة راقية، إلا أن هناك كتاباً لم يأتوا بالجديد على مستوى العالم العربي ولكنهم
بالنسبة إلى الغرب الأوروبي سبروا غور أشياء يجهلها الغرب، ومحمد شكري مثال على
ذلك، وتم تكريمه هناك على حساب الآخرين.
- الأدب النسوي أو
الرواية النسائية هل أحدثت تغييراً في العلاقة بين الأنا والآخر؟
أنا ضد عبارة الأدب الأنثوي وهذا
التصنيف عند بائع الأقمشة، المرأة اليوم أصبحت متعلمة واستطاعت أن تكسر التابو
الذي كان يقف عقبة في طرح مشاكلها وأرى أن الرجل يرى في المرأة ما لا تراه هي ونظرة
الأمس تغيرت لذا تغير خطاب الرجل وأصبح مختلفاً فقديماً كان ينظر إلى المرأة كجزء أما
الآن فأضحت كلاً.
-هل أنت من الكتاب الذين
يتبرأون من نصوص البداية؟
أنا لست من أولئك النفر، فنصوص
البداية تمثل مرحلة من مراحل الكتابة يتخطاها ذهن وأفكار الكاتب في ما بعد وأنا ضد
التكرار لأنه يؤدي إلى عمل مشابه لذلك على الكاتب أن يتوقف للبحث عن فكرة معتمداً
في تنفيذها على الخيال والمعايشة بالإضافة إلى حرفية الكاتب وهذه الأشياء سالفة الذكر
بالإضافة إلى استقائي معلومات من أصدقاء
لي من اليمن كانوا يتحدثون وأنا أستمع فوظفت تلك الأشياء في خطوات على جبال اليمن.
-الطيب صالح اختزل وطنه في
اسمه، فكيف تنظر إلى الرواية السودانية؟
الرواية السودانية مبشرة وقادرة على
النفاذ إلى عوالم الأدب العالمي، وهي بالفعل وصلت العالمية من خلال الطيب صالح
الذي وضع الرواية السودانية على القمة بأعماله التي تؤثر في نفس قارئها وأرى أن إبراهيم
إسحق قد ملأ غياب الطيب صالح. ولكن أعود وأكرر على الإعلام السوداني أن ينهض ويعمل
على إيصال هذا الأدب الرفيع إلى بقية البلدان الأخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق